الكويت؟ الكويت كانت فقر، وكنا بسيطين، أي شي يونسنا، ملة باجلا، نقيص رهش والا حتى كليجة محمشة طايحة حظ، انروح انا واختي ونلعب مع بنات الفريج، شحلاتنا كل وحدة فينا لابسة بخنقها، متيمعين ونلعب طبق حنة وطبق ماش لين تنكسر ظهورنا، والا نطامر طول النهار نلعب حيلة، والا ندفن ايدنا بهالتراب ونلعب خبصة، والصبيان يلبدون ورا العاير ويتسمعون غناوينا...
أنا قلبي حار من وانا صغيرة، واختي عكسي، باردة، فقيه، وانا تعلمت من أمي مرزوقه وايد، تعلمت أطبخ، وتعلمت النظافة، صرت مراة، أعرف شلون أشيل البيت، ويوم صار عمري 13 سنة ياني أخوي العود وقالي لي بأزوجج عبدالله ولد الطواش الي شارك أبوي، كانوا بالفريج يسمونه اعبيد، بيتهم كان يم بيتنا، الطوفة بالطوفة، واخوي ما كان قصده يشاورني، كان قصده يبلغني، والملجة عقب باُرج!
ما وعيت الا أنا ملطخة بالذهبان من قمة راسي لي قاعة ريولي، ويابولي مرة كانوا اييبونها بالفريج أيام المالد، ويابوا خدرة عودة، وتخامطوها 12 مرة، وقاموا يرفعونها وينزلونها على راسي وراس المرة الي تقرى، واهي تقرى والحريم يردون عليها....
قطوني مع هالريال الي ما أعرفه ولا يعرفني، كان عمره 15 سنة، يبت منه ولد وسماه نجم، بس ذبحني، ينني، كان يدش علي بالليل واهو ريحته فايحة، كان يطقني، كنت اقول الله يسامحك يا خوي، ما لقيت تزوجني الا اعبيد ؟ خذيت ولدي ورديت بيت أهلي، ورحت حق القاضي وقلت له ما أبي هالريل، طلقني وفكني منه....
يالله تجبر خاطري المكسور
ما بات مرتاح ولا ليلة
شفت الهوى ما به فرح وسرور
وحياتنا بالغي وشهي له
وانا بادينك ُني العصفور
هيهات من يرحم ويا ويله
يا بنت حكمج عذب المامور
حنى على المجنون يا ليلى
يا اعبيد انا اعذرك وانا المعذور
غصب علينا ثارت الُيلة
صبرت امس مع قبل أمس واليوم
واشوف العشر تصفي ثماني
عذاب على العشاق مقسوم
تولعت يوم الله بلاني
يلزم علي الشوق تلزوم
وانا يوم لزمته عصاني
سجيم الهوى ما يسمع اللوم
حنين الجفا سد الأذاني
شريف على التكيات مخدوم
ولا هومن الطرز الجباني
طريح عن اللذات محروم
صوابه خطر بين المحاني
ياني اخوي من باجر، وقلت له اني موافقة، ورحت بيت ريلي، وكان بعيد عن فريجنا، كانوا كلهم ناس يدد علي، دشيت عليهم أنا وولدي، أول الوقت كنت احس اني وحيدة، وكنت اتذكر فريجنا الأولي واتحسف عليه، بس يوم حملت ويبت لهم الولد صرت انا المدللة، العيال الكبار شالوا اخوهم اليديد بعيونهم، عند بومجرن شفت دنيا يديدة، شفت حنان كنت فاقدته،كان ريلي وكان أبوي، أمي مرزوقه توفت، وبنتها قماشة هدت فريجنا ويت قعدت عندي، وذاك الفريج...ما قمت أوله عليه ولا قام يعن علي.....
خاطري طاب من ذاك الفريج
صد قلبي وانا تابع هواه
كل يوم وانا ادق الطريج
ماحد قال لي وا عزتاه
احمد الله تهيا لي صديق
لوبايازيه ما اطلع من يزاه
جن عيني على قلبي تويج
ما بدت سبة ترخض غلاه
خمس سنين وانا كل سنة أحمل، بطن ورا بطن، لين يبت له 3 صبيان وبنتين، اختي وعيالها كانوا يزورونا كل ثلاثاء وخميس، وعيال بومجرن الكبار الله خير مو مقصرين وياي ولا ويا ولدي العود نجم، وبومجرن كان عنده نجم حاله حال عياله.
يا حلو بومجرن، بس الله يهداه ما يدير باله على صحته، ارتفع سكره أذنات يوم، وعلى ما نادوا الدختر كان بومجرن معطينا عمره، توفي وعمره ما وصل الستين، الكويت كلها حزنت عليه، والمدارس بندت ثلاثة ايام، كان من رجالات الكويت، وانا اقضب العبرة ما ابيها تطلع عشان عيالي ما يبجون ويزيدون حرتي....
الله من عبرة
بالصدر مكنونة
لولا اداري عليها
باح مكنوني
صرت أرملة ومطلقة ويتيمة، وانا توني ما كملت الثلاثين، مجرن صار ريال البيت، سبع طالع على أبوه، بس الله يهداه خذا اخوانه الصغار كلهم وطرشهم بره الديرة وقطهم في مدرسة داخلية، ما قلت له شي، اخوهم العود واهوا ابخص بمصلحتهم، بس شبيسوون ؟ ما ادري.. ووين رايحين ؟ هم ما ادري
عزوتي يا تري
وين الظواعن دواجي؟
لوين هم سايرين ؟
اجفان دمعي جرى
من مقلتي كالدواعي
وادعن فؤادي حزين
و حبيبي ما درى
مشغول عني و سالي
و انا بعذابي سنين
عافت عيوني الكرى
سهران ليلي أنادي
ليت الحبيب يجين
يا هاجري وشجرى
ما بين شاكي و راجي
تشمت بي العاذلين!
بس اداد لي انا اميمتهم، وين اييني نوم، عيالي بديرة وانا بديرة...
يا متلف الروح لما تنطر بحالي
الناس نامت وانا عيني سهيرة
يهل دمعي مثل وبل الخيالي
من حر ما بالحشى مثل السعيرة
يا ليتني يا هوا بالي دوا لي
انا بديرة ومحبوبي بديرة
الله ينوي لخلي ما نوى لي
امين يا من يعم الناس خيره
اي والله... كل وحدة وعندها ريال تحبه وتعشقه، وانا ما عندي الا هالعيال عسى الله يبلغني فيهم، المهم... سافروا بره وقعد عندي ولدي العود نجم وبناتي الثنتين، كبر نجم وراح درس بره اهو بعد ورد وتزوج، وطبق مع أهل مرته طبقة عدلة، وصف وياهم على مجرن وأخاوانه، وصرت بين حانه ومانه، هذا ولدي بُري وهذا مجرن اخو عيالي العود وولي نعمتهم، نجم طلع ما فيه خير، ما بينت فيه رباة بومجرن ومجرن، بس ولدي ومالك الا خشمك لو هو عوي، اتسامح من مجرن من فعايل نجم، واحاول أعدل هالعوي نجم، بس ما باليد حيلة....
الله أقوى يا نصيبي وأنا وش بايدي
كل ما عدلت واحد يميل الثاني
من عثر حظه يصير الجريب بعيدي
والصديج اللي تبيه يستوي قوماني
ما سمع من كثرة العلم والترديدي
جادل رابي على العند والطغياني
عيالي الصغار خلصوا دراستهم، العود حسين اشتغل بره الكويت وقطوه بديرة بعيدة، خلاص تعلم عالغربة، بس خلاص ما قام يوله على اميمته، والثاني شهاب لقى له خوش بنت حلال واشتغل بشركة، والثالث دش الجيش، ولقى له مرة واخذها بدون ما يشاورني ولا يشاور اخوه مجرن، وقلبته علينا هالمرة، هدني وما قام اييني، يقول اني تغيرت عليه من عقب ما تزوج... أكو أم اتغير على ضناها ؟ ما قصرت يا وليدي...
أنا يا خلي ما قصرت
مير البخت فيني قصر
يالي تقول لي تغيرت
منهوالي فينا تغير
انا الذي درت ودورت
وعن الرضا قلبي دور
اذكرني جانك تذكرت
وابوعدك باتذكر
لو إني مخطي تعذرت
وكل هقوتي باتعذر
ما بقي لي الا بناتي، راس مالي، أحسن بنات الكويت كلهم، رباة ايدي، السنع كله فيهم، الصغيرة تزوجت، وتوفقت بذاك الريل الي شالها بعيونه، كل ما ياب لها شي ياب لنا منه، وكل ما سفرها مكان، سفرنا وياها، شفنا الدنيا صج، العودة جابلتني، تونس وحدتي عقب ما توفيت اختي، تسافر وياي، تجابلني بمرضي، واتدير بالها على فليساتي، ما قصرت بنيتي، الله عوضني بهالبنتين.
وسنة من السنين طلعنا من قيظ الكويت ورحنا مع ريل بنتي ديرة اوربية، هالديرة الي شحلاتها، الخضرة الزينة والماي الحلووالسوق الزين....
نظرة البستان والماي الزلال
يا سلام ونظرة الطرف الكحيل
ينعش القلب المعنى بالوصال
اشهد انه ينعش القلب العليل
الهموم تزول لوكبر الجبال
من علامة نظرة الوجه الجميل
واحنا باجازتنا مستانسين، اذنات ليلة قعدنا الليل على صياح ولد بنتي واهو يبجي، ياهل عمره سنة ونص، يصيح من بطنه، بس الله يا هو صياح، ما رضى يسكت، صياحه ما كان عادي، جنه يدري انه في شي بيصير، ما صارت الساعة أربع الفير الا التلفون يرنع، مكالمة من الكويت، يقولون صدام دخل الكويت !
من صجكم ؟ عقب كل الي سوته له الكويت، وبعدين امس قايل انه ما راح يدش الكويت....
شالعجب مريت !
وانت حالف ما تمر
اشتقت لي حنيت؟
والا لك نية تغدر ؟!!
أهلنا بالكويت ما ندري شخبارهم، بويتنــا مادري وشصار عليه، هالعراقيين ذيله مو شايفين خير وما يعرفون شايب من ياهل، ولي متى قاعدين لي متى ؟ ما لهم نية يطلعون ؟ ما سوت علينا هالسفرة...
صرنا مشتتين، كل من بديرة، وحمود ولدي القاطع بالكويت ويقولون انه قاعد عند اخواني، بس غير هالحجي ما نسمع، وين اييني ليل وقلبي عند وليدي...
البارحة نوم
والمنام ما ياني
عيني سهيرة
مرقدي مليته !
الأيام ما تمر، والأخبار كل يوم تلعب فينا، ما ندري منو اللي ويانا ومنو اللي مو ويانا، والليل ما فيه اخبار ولا فيه نوم، يا طول الليل طولاه، ما فيه الا المحاتاة والهواجيس، يا كره الليل
هود الليل... وانا في ونيني
لين اقبل الصبح... وانا في نواحي
صبرت وأمري لله، وبحيل اللي ما تنام عينه رديت ديرتنا، وحمود اشوه ما صادوه، الله لو هم طايحين عليه جان ما اظنتي رد لنا، حمود كان بالجيش والعسكريين كانوا يدورونهم العراقيين، رديت بيتنا الا اهو محروق من فوق لي حدر، واغراضي وذكريات عمري كلها مبيوقة، حسيت جنه شقى عمري كله راح بغمضة عين، كان عندي فص ألماس من شيخ البحرين خاشته حق بنت بنتي لما اتزوج باعطيها اياه، وكان عندي ساعة بومجرن إلي كان دوم يشيلها وياه وعطاني اياها اليوم اللي توفى فيه، وحق بناتي وبنات اخواني كل وحده فيهم خاشة لها حق وقت العازة إلي يغنيها عن الناس، بس التجوري راح..
بس ما دام حمود ولدي سالم.. الباجي قلعته.... البيت ترمم، وردينا أنا وبنتي العودة، رديت بيتنا متجابلين انا وياها، ما ادري انا لوما هالبنت شاسوي، واذنات يوم... انخطبت بنتي العودة، يا فرحتي فيها، اهي اللي صبرت وياي كل هالسنين، تعلمت عليها وتعلمت علي، بس خلاص الحين ياها نصيبها، وريلها خوش ريال، حبيب وسنع وولد حمولة، بس عقب ما تزوجت صرت انا بدويرتي بروحي مجابلة الطوف والهنود !! بناتي يمرون علي بس كل وحدة فيهم صار عندها بيت، هذي حال الدنيا، عسى الله يوفقهم، ما شفت منهم الا كل خير.
اكو وحدة يضيق خلقها لما تشوف بناتها راعيات بيوت ومستانسين مع عيالهم؟ انا اكيد مستانسة، بس الوحدة ذبحتني، والدنيا تغيرت، الناس مو مثل الناس، وطلعت تلفونات نقالة وانترنت، انا شعرفني حق هالسوالف، عيال بنتي لما ايون واسمعهم يسولفون مادري شعنه يسولفون، فيني ضيقة خلق، الحريم ربعي وحده ورا الثانية اتوكل على الدار الاخرة، وانا قاعدة بروحي، كل يوم اسمع صوت يضيق الخلق...
يا ذا الحمام اللي لعى بغصون
واش لك على عيني تبكيها
ذكرتني بعصر مضى فنون
قبلك ابيات الجيل ناسيها
طاف يوم وراه يوم، وشهر وراه شهر، وكل يوم مثل اللي قبله، لين ما قام يفرق وياي شي، قمت ما أجمع، يقولون لي الحُوة وعقب عشر دقايق انس، الناس عبالهم اني كبرت وخرفت، بس الصج ان اللي يصير الحين مو مهم عشان الوحدة فينا تركز، كله حجي ماخوذ خيره، بس الحريم وين تسلم من لسانها، يقولون ام نجم خرفت، شعلي انا منهم، ما دام عندي هالبنات وعيالهم وشابي بالحريم، اصلا ماني رايحة حق الحريم ولا ابيهم اييوني، باقعد ويا بناتي وبس، وعيالي يطلون علي كلهم، الا حمود، ماكو فايدة فيه، يقطعني سنتين ثلاث وبعدين اييني، يا حلو ضحكته لي دش علي، قلبه أبيض ويحبني بس ما ادري ليش هالقطاعة..
اما وصل والا هجر يا زين
يا نور عيني لا تواسيني
اذخر على الله وارحم المسكين
اللي بحبك شاف هوليني
هم يا وليدي راضية عنك لوما تييني، وتمشي الدنيا، وعلى قولتهم ان هدك البين ما هدك الكبر، مرضت، وانهد حيلي، والحين حاشني مرض وما قمت اقدر حتى اتحجى، بس بناتي وعيالهم دار مداري، ومجرن واخوانه يمرون علي، يا حلو دشتهم علي، استانس لي شفتهم، بس ساعات ودي أخانقهم وما أقدر اتحجى، اشوه انهم ما يسمعوني، أخلي حرتي بقلبي، مدام اهم دار مداري ومستانسين هذا يسوى الدنيا وما فيها، لوما اقدر احاجيهم هم ميخالف، ادعي لهم بقلبي، وابيكم كل واحد قرا حزايتي يرفع ايده فوق ويدعي لي ويقول.... يالله حسن الخاتمة.